ثقف نفسك

               إميل دور كايم Emile durkheim


المحتويات :
1- مقدمه .
2- علم الإجتماع عند دور كايم .
3- ميادين علم الإجتماع .
4- الظاهره الإجتماعيه وخصائصها.
5- منهج البحث الإجتماعى .
6- الإصلاح الإجتماعى .
7- نظريه دور كايم فى الأسرة .
8- الإتجاه الرومانسى الوظيفى .
9- طبيعه المجتمعات وأشكالها .
10- دور كايم ونظريه تقسيم العمل .
11- خاتمه .

أولاً / مقدمة :

    كان الفضل يرجع إلى إبن خلدون فى أنه المنشئ الأول لعلم الإجتماع ، وإذا كان البعض يرى أن أوجست كونت هو الذى جعله علماً مستقلاً وأطلق عليه أسمه الحديث ، فإن الفضل يرجع لإميل دور كايم لمساهمته الواضحه فى إضفاء الخصائص العلميه لعلم الإجتماع وتحديد موضوعه ووضع منهجه وفروعه المختلفه .

إميل دور كايم Emile durkheim

  *الميلاد: 15 أبريل 1858، إبنال، فرنسا
  *الوفاة: 15 نوفمبر 1917، باريس، فرنسا
  *مجال العمل: علم اجتماع الدين، وعلم الأعراق
 *التعليم: مدرسة لويس الكبير الثانوية، مدرسة الأساتذة العليا، جامعة ليبزجق .

ثانياً / علم الإجتماع عند دور كايم : 

          - قبل إميل دور كايم كان علم الإجتماع يشتمل على جميع نواحى المعرفه الإنسانيه ما عدا الناحيه العقليه التى كانت موضوع إعتزاز الفلاسفه . وعندما جاء دور كايم أدخل هذه الناحيه فى منهجه الإجتماعى ودرسها وحللها وإنتهى إلى نظريته الحديثه ، وهى أن الحياه العقلية ومبادئ الفكر  ترجع إلى أصول إجتماعيه  ، وهى من نتاج العقل الجمعى . 

- موضوع علم الإجتماع عند دور كايم : 

             * التصورات الجمعيه : التى تتكون منها الظاهره الإجتماعيه ، ويقصد بها أساليب التفكير والشعور والسلوك التى تبدو فى تصرف الفرد على أنها تعبير عن سيطره الجماعه ، ومثال ذلك الشعور الجمعى الذى يختلف بإختلاف الثقافات والمجتمعات ، وهذه التصورات الجمعيه يمكن دراستها دراسه دقيقة. 
           * النظم الإجتماعيه :  التى تتكون نتيجه توارث التصورات الجمعيه ، ومن هذا المنطلق يمكن القول أن علم الإجتماع هو علم النظم . 
          * دراسه وبحث الأشكال الإجتماعيه : فإن علم الإجتماع عند دور كايم هو دراسه الظواهر والنظم الإجتماعيه على أنها عناصر قائمه بالفعل . ومن هذذ المنطلق عمل دور كايم على إعلاء شأن المجتمع والتقلبل من قيمه الفرد .
       - فقد حاول دور كايم أن يضع أسس علم الإجتماع وفقاً لتصوراته المنهجيه وتفسير كل من الفرد والمجتمع مرتكزاً على ثلاثه افتراضات أساسيه هى :
              - هناك وحدة فى الطبيعة .
              - أن الظواهر الإجتماعيه جزء من العلم الموضوعى وواقعيته .
               - تخضع هذه الظواهر لقوانين ومبادئ خاصه هى قوانين طبيعية ومن ثم فهى تخضع للبحث العلمى . 

ثالثاً / ميادين علم الإجتماع : 

               تتركز ميادين علم الإجتماع فى ثلاث مجالات هى : 
1- المورفولوجيا الإجتماعيه ، ويقصد بها التركيب الجغرافى وكثافه السكان وغير ذلك .
2- الفسيولوجيا الإجتماعية ، التى تتضمن العمليات الديناميكية كالعقيدة والإخلاق والقوانين والحياة الإقتصاديه .
3- علم الإجتماع العام ، وهو عباره عن المحاولات التى تبذل فى سبيل إكتشاف القوانين الإجتماعيه العامة التى تظهر فى العمليات الإجتماعيه .

رابعاً / الظاهرة الإجتماعيه وخصائصها :

         - هناك ظواهر إجتماعيه ماديه وظواهر إجتماعيه لا ماديه ، والظواهر الإجتماعيه الماديه أكثر وضوحاً ونمطيه لانها واقع حقيقى ، إلاإنها لم تحظى إلا بقدر قليل من الإهتمام عند دور كايم . وهذه الظواهر مثل الدوله والعناصر الموروفولوجيه للمجتمع مثل توزيع السكان ووسائل الإتصال وترتيبات السكن والمسجد والكنيسه .
     - أما الظواهر الإجتماعيه اللاماديه ، فتكمن فى المبادئ الأخلاقية والضمير الجمعى والتصورات الجمعيه والتيارات الإجتماعيه .
- تعريف الظاهرة عند دور كايم : أنها كل ضرب من السلوك ثابتاً كان أم غير ثابت , ويملك أن يباشر نوعا من القهر الخارجي على الافراد , أوهي كل سلوك يعم في المجتمع باسره وكان ذا وجود خاص مستقل عن الصور التي يتشكل بها في الحالات الفرديه . 
- وإطار التحليل السببى عند دور كايم يجب أن يتضمن عدة عناصر هى : 
1- تعريف المشكله المراد حلها .
2- إخضاع النظريات السائده للنقدوالتمحيص .
3- وضع علاقه سببية أوليه على أساس الإرتباطات القائمه .
4- البرهنة على صحه هذه العلاقه التىجعلها ممكنه الفهم عن طريق وضعها فى نسق قيمى معين .
إذا المسعى العلمى لدى دور كايم يتمثل فى الكشف عن القوانين التى تحكم الظاهرات الإجتماعيه .

خامساً / منهج البحث الإجتماعى : 

   يرتكزمنهجه البحثى على عده محاور وهى :
1- الدراسه التكامليه للظواهر الإجتماعيه بإعتبارهامترابطة ولا يمكن عزل احداها عن الأخرى .
2- التخلى الكامل عند ملاحظة الظواهر الإجتماعيه عن أيه تصورات مسبقة حتى ولو كانت هذه التصورات شائعه ومتعارف عليها .
3- إعتبار الظواهر الإجتماعيه مستقله عن مظاهر الفردية ، كما ينبغى التخلى كلية عن التصور بأن المجتمع يمكن أن يكون مجموع أفراده .
4- أن المنهج المقارن أكثر ملاءمة لطبيعه الظواهر الإجتماعيه لانها بمثابه تجربه غبر مباشره تكشف لنا العلاقات السببيه بين الظواهر الإجتماعيه .
5- ضرورة الموضوعيه الكامله من جانب الباحث والتخلى عن التحيز بحيث يتجه التحليل الوظيفى إلى الكشف عن الكيفيه التى تسهم بها ظاهره إجتماعيه معينه فى تشكيل البناء الإجتماعى وتطويره .
6- الإهتمام بالإحصاءات التى تعد مادة خام يمكن الإعتماد عليها فى دراسه الظواهر الإجتماعية .

سادساً / الإصلاح الإجتماعى عند دور كايم : 

- كان إميل دور كايم مصلحاً إجتماعياً ، حينما نظر للمشكلات التى يعانى منها المجتمع الحديث على أنها إنحرافات مؤقته وليست مشاكل كامنه ومتوارثه ، ولهذا يقف على طرف نقيض من بعض المفكرين المحافظين والراديكاليين ، حيث يرى المفكر ين المحافظين   أن ليس هناك أمل فى المجتمع الحديث وأنه من ا للأفضل العوده إلى نوع من الوجود الإجتماعى الأكثر بدائيه .
أما الراديكاليون فيرون أن المجتمع لا يمكن إصلاحه إلا عن طريق الثوره التى ستؤدى إلى ظهور الإشتراكيه والشيوعيه .
* أما دوركايم : فيرى أن مشكلات اليوم حالات مرضيه باثولجية يمكن علاجها من خلال الطبيب الإجتماعى الذى يدرك الطبيعه الأخلاقيه لمشكلات العالم الحديث ، إذا كاندور كايم مصلحاً إجتماعياً ولم يكن محافظاً ولا راديكالياً ثورياً ، ويرى أن مشكلات المجتمع ذات طبيعه أخلاقيه وبالتالى يكمن الحل الحقيقي لهذه المشكلات فى تدعيم وتقويه القواعد الأخلاقيه الجمعيه . 

سابعاً / نظرية إميل دور كايم فى الأسره : 

      إهتم إميل دور كايم بالأسره على أساس أنها الخليه الأولى فى بناء المجتمع ، ولما كانت الحياه الإنسانيه فى تطور مستمر ، فإن الأسره تتطور بدورها تطوراً ملموساً حتى وصلت إلى شكلها الحالى السائد فى معظم الشعوب المتطوره وهى الأسره الزواجية .
- وكان لهذا التطور أثره فى وظائف الأسره ، ففى الوقت الذى كانت ىفيه معظم السلطات والوظائف فى يد رب الأسره ، أخذ المجتمع الجديدينتزع منه الوظيفه تلو الأخرى ، فإنتزع من رب الأسره السلطه السياسيه وجعلها من إختصاص مجلس النواب ، وانتزع السلطه القضائيه وجعلها من إختصاص المحاكم ، أما السلطه التربويه فأصبحت من إختصاص النسق التعليمى ممثلا فى المدارس والجامعات والمؤسسات التربويه والتعليميه المختلفه، وهكذا أصبحت الأسره هيئه مستقله ولم يتبق لها إلا الوظيفه الأخلاقيه التى تدور حولها عمليات التنشئه الإجتماعيه والتربية.
- كان من أوائل من أسهم فى مجال علم الإجتماع التربوى ، حيث إهتم بما أسماه الوعى الجمعى الذى يرى أنه شرط أساسى لإستقرار المجتمع والحفاظ عى ثباته . 

ثامناً / الإتجاه الرومانسى عند دور كايم : 

  - فقد إكتسب دور كايم بحق وجداره لقب رائد ومؤسس النزعه الوظيفية والإتجاه الرومانسى فى علم الإجتماع .
وإذا كان تأثر بأستاذه أوجست كونت وغيره من الفلاسفه المثالين ، إلا أنه تأثر أيضاً بفلاسفه عصر التنوير من أمثال مونتسكيو وجان جاك روسو ، فإن الفكر عند دور كايم يسير فى إتجاهين  الاول : رومانسى وظيفى  . والثانى : راديكالى تقدمى وإن كان دور كايم أكثر وضحاً فى رومانسيته من راديكاليته . 
- يمكن تلخيص فكلر دور كايم الرومانسى فى : يتسم تصوره للمجتمع بالطابع المحافظ لان الإنسان عنده نتاج للمجتمع . 
- يعتمد الفرد عنده سيكولوجياً وأخلاقباً على المجتمع إذ لا يستطيع إشباع إحتياجاته بنفسه وهو خاضع تماما للقوانين الإجتماعيه ، ويرى أن رفض الانسان للتقاليد والمجتمع وانسلاخه عنهما وتمرده لا يؤدى إلى الحريه بل يؤدى إلى العزله الكامله والالام النفسيه والقلق الذى يدفعه للتخلص من حياته بالإنتحار .

تاسعاً / طبيعه المجتمعات وأشكالها :

يقسم دور كايم المجتمعات إلى قسمين : مجتمعات محدوده النطاق بسيطه ساذجه بعيده عن التركيب المعقد ليس فيها وظائف مميزة ، وغير خاضعه لمبدأ توزيع العمل . ويشير هنا إلى النواه الأولى لمثل هذه المجتمعات فأول شكل إجتماعى يمكن تصوره هو القبيلة .
مجتمعات واسعة النطاق :مميزه الوظائف معقده التركيب ، وتعتمد على مبدأ توزيع العمل ، كالمدن الإغريقية و الرومانية التى كانت توزع وظائفها وتزيد درجات التخصص لأفرادها حيث يصبح الفرد أداة من أدوات الإنتاج وعنصر من العناصر الإجتماعية .

عاشراً / دور كايم ونظرية تقسيم العمل : 

أكد دور كايم على دور العوامل الإجتماعيه فى نمو تقسيم العمل ، فهو ينظر إلى أن تقسيم العمل لا يرتبط بالعوامل الفرديه أو الوراثيه أو بدافع التقليد أو المحاكاة ، وإنما يرتبط بمكونات إجتماعيه داخل البناء الإجتماعى تلعب فيه العوامل الإجتماعيه دوراً بالغ الأهميه .
- إرتكزت نظريه تقسيم العمل إلى : 
  فكره التحليل السببى :
1- التعريف بالمشكله وتحديد عناصرها الأساسيه .
2- نقد النظريات السابقه فى تفسير ظاهره تقسيم العمل .
3- وضع علاقه سببيه حدوث الظاهره ومتغيراتها
4- الإهتمام بالعوامل المسببه لظاهره تقسيم العمل .                                   
5- تحديد العوامل الأساسيه لظاهره تقسيم العمل وعواملها الثانويه .
فكره التحليل الموروفولجى :
فتقوم على عاملين أساسيين :
1- دراسه الأسس البيئية للتنظيم الإجتماعى .
2- دراسه السكان من حيث كثافتهم وتوزيعهم المكانى .
*وإنتهى دور كايم إلى إستخلاص القضيه الأساسيه لتقسيم العمل فى المجتمعات الحديثه فى :
1- لا يمكن وجود أى شكل من أشكال التنظيم الإجتماعى دون أن تصاحبه قواعد أخلاقيه تتمثل فى الآداب المهنيه التى تصاحب النشاط الإنسانى فى كل مرحله .
2- أن هذه الآداب المهنيه ترتكز على أساس المبدأ التعاونى الذى يربط أفراد المجتمع داخل الجماعه المهنيه .
3- أن الجماعه المهنيه هى الجماعه الوحيده القادره على التكيف مع الأخلاق الحضريه فى المجتمع الحديث .
مؤلفاته :
1- كتاب حول تقسيم العمل الاجتماعي 1893 .
2- كتاب قواعد المنهج في علم الاجتماع 1895 .
3- كتاب الانتحار 1897 .
4- كتاب الأشكال الأولية للحياة الدينية 1912 .

خاتمه :وهكذا فإن لدور كايم الفضل فى التمييز بين علم الإجتماع والفلسفه وعلم النفس مما أدى إلى ظهور النزعه السوسيولوجية التى تتمثل وجهة نظر علماء الإجتماع الذين حاولواأن يجعلوا علم الإجتماع منهجا مستقلاً .

المصادر :
1- الإتجاهات الفكريه .
2- رواد علم الإجتماع .
3- موقع ويكيبديا .
                                                                                                             وإلى لقاء ***
    

                       

Post a Comment

أخر الأخبار

اخر الأخبار