ثقف نفسك


         مرحله الطفولة childhood

المحتويات :

1- مقدمة .
2- مفهوم الطفولة .
3- أهمية هذه المرحلة .
4- مطالب النمو الإجتماعى السليم.
5- العوامل الأساسية للنمو السليم للطفولة .
6- خاتمة .

أولاً / المقدمة :

إن مرحلة الطفولة إستحوذت على إهتمام كبير من عدة علوم وفروع مختلفة ، منها العلوم النفسية ، وأنثروبوجيه الطفل ، وتربية الطفل فى علم التربية ، وطب الأطفال فى العلوم الطبية ، لكننا سنتعرض لهذه المرحلة من ناحية علم الإجتماع لمعرفة كيفية التعامل الصحيح مع هذه الفترة الحساسة فى حياة الإنسان .

مرحله الطفولة childhood
                        

ثانياً / مفهوم الطفولة :

فى البداية لابد أن نعلم أن الطفل هو الثمرة الأساسية للأسرة ، وأمل المستقبل ، ومصدر الثروة الحقيقية فى المجتمع ، وهو وديعة بين أيدى أبوية يحتاج الرعاية والتربية الصحيحة .
ويعرف علماءالإجتماع هذه المرحلة بأنها ( المدة التى يعتمد فيها الفرد على والديه فى المال والملبس والمأوى والتعليم والصحة والترويح وذلك حتى البلوغ أو النضج الإقتصادى والنفسى والعقلى والإجتماعى فهى أخطر مراحل حياة الفرد )
*هذه المرحلة هى مرحلة نمو مستمرة فى جميع النواحى ، تتسم بالمرونة والقابلية للتوجية والتربية ، ومن خلالها يكتسب الطفل العادات والمهارات والإتجاهات العقلية والإجتماعية والنفسية والصحية .
* هذه هى فترة النمو الجسمى وإكتمال وظائفه .
*هى فترة تكوين الشخصية وتحديد السمات العامه لها .
*تمتد هذه المرحلة من الولادة إلى سن البلوغ ، حيث يكون الطفل معتمد على غيرة وغير مكتمل للتميز أو الإدراك ، وتتميز هذه الفترة بالقابلية السريعة للتأثير بما يدور حوله من مؤثرات مختلفة .

*معاييرتحديد هذه المرحلة :-

1- المعيار الإجتماعى : وتتمثل فى صفة الإعتماد على الغير والتساؤل المستمر .
2- المعيار الإقتصادى : وهى القدرة على الإنفاق حيث طالما الطفل ليس لدية هذه القدره فهو فى سن الإحتياج والإعتمادية على أبويه .
3- المعيار الزمنى : هناك إختلاف بين العلماء حيث حددها البعض ب12 سنه والأخر ب15سنه والبعض إلى 18 سنه .
ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى :
*المرحلة الأولى من سن الرضاعة إلى سن السادسة .
*المرحلة الثانية الطفولة الوسطى بين السادسة والعاشرة .
* المرحلة الثالثة من سن العاشرة والثانية عشر وهى تسمى قبل المراهقة . 

ثالثاً / أهمية هذه المرحلة :

من خلال علم الإجتماع التربوى يتضح لنا التالى 
* الطفوله هى صانعه المستقبل " فالطفل هو الامل وهو رجاء كل مجتمع وشعب وهو محط الامانى والطوحات وتنعقد عليه تحقيق الاهداف ’ لذا أشارت معظم الأبحاث الإجتماعيه والنفسيه إلى أثر الخبرات التى يتعرض لها الطفل على مسيره حياتهم المستقبليه ’حيث أن السنوات الأولى من ةحياه الطفل هى التى تشكل ملامح شخصيته الأساسيه ’ ففيها تظهر مواهبه ’ وقدراته وميوله ’ وترسم الخطوط العريضه لما سبكون عليه فى المستقبل .
* أكدت البحوث النفسيه أن 50% من الإمكانيات الذهنيه المتوفره لدى الشباب فى السابعه عشره من عمرهم تتم فى السنوات الأربع الأولى ’ و 30% من هذه الأمكانيات ما بين الرابعه والثامنه ’ ويكتمل الباقى فيما بين الثامنه والسابعه عشرة ’ يتضح من ذلك أن ذكاء الإنسان وعاطفته ولغته وعلاقاته بالأخرين تتبلور فى مرحلة الطفولة .
* إذا السنوات المبكره الأولى مهمه ’ لأن النمو اللغوى المتطور يأخذ قراره فى هذه السنوات .
* تتسم هذه المرحله بالمرونه والقابليه للتشكيل ’ وأنها صفحه بيضاء خاصه فى جوانب القيم والعادات والتقاليد .
* جعل الله طفوله الإنسان أطول طفولة فى الكائنات الحية ’ لذا فهى أكثر إحتياجاً للرعايه والحمايه النفسية والإجتماعية .
* إن التخطيط الشامل للتنمية لابد أن يبدأ من الطفولة وإعداد هذا الجيل لكى يحمل شعله التقدم والتنمية ويحتل مراكز القيادة فى المستقبل  .

رابعاً / مطالب النمو الإجتماعى السليم :  

 تعتبر دراسة النمو والأدوار التى يمر بها الإنسان خلال فترة الطفولة من الجوانب الهامة التى لابد من معرفتها ، وأكدت الدراسات أن الأم أهم عامل فى عملية التنشئة الإجتماعية للوليد لانها هى التى تبدأ عملية الإتصال  الإجتماعى , وأن الحنو على الطفل يحقق الكثير من المتعة ويسهم فى إيجاد تعلق إيجابى بينه وبين الأم .
* وسنعرض مطالب النمو للطفولة كالتالى : 

1- مرحلة الطفولة المبكرة : 

* النمو الجسمى سريع .
 * تعتبر عمليه إكساب العادات الإيجابية هامة فى هذه المرحلة .
* ويتم إكسابه اللغه بإعتبارها وسيله الإتصال , حيث بمعرفته باللغه ينتقل من الحالة البيولو جية إلى الحالة الإجتماعية .
* يتضح دور الوراثة فى هذه المرحله فى الجوانب الجسمية والعقلية مثل الذكاء , فى مقابل البيئه تلعب الدور الاكبر فى الجوانب الاجتماعية والنفسية ( إذا ً الطفل نتاج تفاعل البيئة والوراثه ) . 
* ويبدأ الطفل تكوين العلاقات مع الأخرين بداية من الأم ثم الأب ثم الأخوه إلى خارج نطاق الأسرة . 
* اللعب فى هذه الفترة عملية هامه ، حيث تنمية الحواس والتنفيس الإنفعالى وتفريغ الطاقة الكامنة داخلة .
* وخلال هذة المرحلة يعى الطفل ويدرك نمطه الجنسى , حيث تميل البنت إلى الأم والولد إلى الأب .
*  ولابد من إرشاد الأبوين للتعامل مع الطفل فى هذه المرحلة بأسلوب تربوى  متوازن بعيداً عن التدليل والقسوة والتفرقة بين الأبناء .

2- مرحلة الطفولة المتوسطة :   

* خلال هذة المرحلة يخرج الطفل إلى المجتمع الخارجى ويكون علاقات مع أقرانه ويحدث النمو الإجتماعى والنفسى .
*  النمو الجسمى بطيئ .
* يحتاج الطفل من أبوية إلى تدعيم القيم والسلوكيات الإيجابية .
* ظهور التجمعات من الجنس الواحد ( البنين معاً , والبنات معاً ) والتعصب بين كل منهما تجاه الأخر . 
* تظهر اهمية الرياضة لاستكمال النمو الجسمى والعضلى للطفل . 
* يجب تدريب الطفل تنميه حواسه والمحافظه عليها من خلال التغذية السليمة والصحية . 
* تتم فى هذه المرحلة استكمال التنشئة الإجتماعية حيث تشارك المدرسة الأسرة فى بث القيم وتثبيتها .

3- مرحلة الطفولة المتأخرة ( ما قبل المراهقة ) : 

* الطفل فى هذة المرحلة تتسع دائرة معارفة وعلاقاته تتشعب ويزداد إتصالاً بالمجتمع الخارجى . 
* فى بداية هذة المرحلة تتسم بالثبات والإستقرار الإنفعالى ( الطفولة الهادئة ) كما يطلق عليها علماء النفس .
* فى نهاية هذة المرحلة أى قبل المراهقة يتغير الحال ويتسم الطفل بالقلق والغضب السريع والتوتر الملاحظ فى سلوكياتة ,ويعيش فى أحلام اليقظه أوقات طويلة ومتكررة ويكون شارد الذهن بصوره ملحوظه . 
* ثم التغيرات الفسيولوجية الكبيرة سواء للذكر أو الأنثى يشعر الطفل أنه كبر وتبدأ مرحلة الصدام والتوتر فى العلاقة بينه وبين الكبار وخاصة الأب والأم .
* البنين فى هذة المرحلة تهوى الرياضة العضلية و الألعاب العنيفة , أما البنات تميل إلى الأشغال اليدوية . 
* يتضح الدور الكبير للقدوة الحسنة والتفاعل الإجتماعى الجيد وذلك لغرس القيم الإيجابية مثل الصدق وتحمل المسؤلية والكرم والشجاعة , ولا نستخدم التلقين والنصح المباشر لأن ذلك ينعكس بالسلب . 
* يشعر الطفل فى هذة المرحلة بالذات , ويحس بدورة ويدرك قيمتة ويتطلع بأن يكون له تأثير فى مجتمعه وعلى أقرانه . 
* تزداد الحواس دقة مثل اللمس والسمع ويبدأ مرحلة البحث ومعرفة ماهيه الأشياء . 

خامساً / العوامل الأساسية للنموالسليم للطفولة : 

      أى الشروط التى يجب أن تتوفر للطفل لكى تحقق هذة المرحلة الأهداف المرجوة منها وهى كالتالى : 
1- إشباع الحاجات الأساسية للطفل : 
                 ويقصد بها الأشياء الضرورية لبقاء الإنسان والحفاظ على حياتة حيث وجود أسرة مستقره بعيدة عن التوتر والخلافات , حتى يتسنى للطفل تنشئة إجتماعية دون عقد نفسية , والحاجات المادية مثل المأكل والمسكن والملبس والكساء . 
2- توفير الرعاية والإهتمام الأسرى للطفل : 
           حيث وجود الطفل داخل أسرة مستقرة بها توافق بين الأب والأم ينمو الطفل وينشئ بصورة إيجابية ويتعلم من خلال القدوة . 
3- العلاقات الإيجابية داخل الأسرة : 
وتنقسم إلى : ( أ) علاقة الأم بأطفالها:
             *  حيث تبدأ هذة العلاقة منذ اللحظات الأولى للولادة ومن خلالها تشبع الأم الطفل لحاجاته الفطريه لإستمرار حياته وتنمو علاقه إيجابية مع أمه وتنمو شخصيتة بصوره سليمة , ومن خلال الحب المتبادل يقبل  الطفل المعاييروأساليب السلوك الإجتماعى .
* الأم تمثل التنشئة الإجتماعية حيث هى وسيلة التواصل بين الأجيال وتنقل اللغة والقيم والمبادئ .
* اثبتت الدراسات أن الأطفال الذين تربيهم أمهاتهم فى ظروف أسرية سوية ينمون أفضل من أقرانهم الذين ينمون فى المؤسسات الإيداعية حيث يكونو أكثر عرضه للقلق ونقص التركيز وعدم القدره على تكوين علاقات إجتماعية إيجابية مع غيرهم . 
( وإذا حدث إنفصال الطفل عن أمه كان له أثر سلبى خطير كما يلى ) 
* إضطراب نفسى للطفل مما يؤدى إلى إضطراب فى تكوين شخصيتة . 
* الشعور بعدم الأمان .
* التوتر والحرمان والعصبيه والحدة فى المزاج . 
* ظهور السلوكيات المنحرفة . 
يتضح مما سبق أن علاقة الطفل بأمه من الأمور الهامه فهى مسألة حيوية لنموه الفسيولوجى والعقلى والإجتماعى والإنفعالى . 
  ( ب) علاقة الأب بأطفاله : 
   * إن علاقة الأب بأطفالة لا تقل أهمية عن علاقاتهم بالأم , خاصة بعد مرحلة الطفل الوليد .
  *غياب الأب عن البيت له أثار سلبية فى أثناء تنشئة الأطفال وظهور صور من أشكال السلوك المنحرف . 
  *يمثل الأب هنا القدوة الإيجابية الصالحة لأبنائه. 
  * نشير هنا إن دور الأب لا يرتبط بالوقت الذى يقضية مع أبنائه بل التاثير يتوقف على نوع العلاقة الأبوية وأسلوب المعاملة . 
  * عندما يستخدم الأب الأسلوب التسلطى الديكتاتورى فى المعاملة تقل التفاعلات الإيجابية , وينعكس بالسلب على أبنائه وتظهر الإضطرابات النفسية والشعور بعدم الحنان وفقدان العطف من الأب . 
  *الأب هنا يمثل النموذج الذى يحتذى به أطفاله عن طريق التقليد والمحاكاه خاصة الذكور منهم . 
( ج ) العلاقه بين الزوجين : 
     * فوجود علاقة إنسانية طبيعية تقوم على التفاهم والمودة والإحتلاام المتبادل له دور كبير وتأثير على النمو النفسى والإجتماعى للطفل حيث السعادة الزوجية تؤدى إلى تماسك الأسرة . 
    *لكن الأسرة التى يسودها الخلاف والتوتر والمشاحنات المتكررة تؤدى إلى أطفال يعانون من الخوف والقلق والغيرة والأنانية . 
    * إذاً الأطفال يحتاجون إلى الأب الذى يتصف بالحزم لتوفير الأمن والحماية وإلى الأم التى تتصف بالعطف والحنان . 
  ( د ) العلاقة بين الأخوة : 
    *حيث الطفل الأول فى الإنجاب سرعة  نموه أقل من الطفل الثانى حيث تتوفر للطفل الثانى تكوين علاقة إيجابية مع أخيه تساعد فى نموه النفسى والإجتماعى , وهذا يتضح فى الأسر التى بها طفل وحيد يكون نموه أبطأ . 
   * وعلى الوالدين عدم التفريق بين الأبناء فى المعامله والعدل بينهم وذلك له أثر كبير فى عمليه النمو السليم للابناء . 

 سادساً / خاتمة : 

  وفى النهاية يجب على الأباء والأمهات أن يكونو على درايه كامله بمراحل النمو للأبناء والتغيرات التى تحدث لهم  خاصة مرحلة الطفولة المبكرة , وأن هذة المرحلة يجب خلالها إكساب القيم الأخلاقية الإيجابية والروحية والثقافية والإجتماعية وذلك من خلال القدوة والسلوك العملى دون الإعتماد على النصح المباشر فقد . 
  
   المراجع : 
1- كتاب الأسرة والطفولة . 
2- كتاب الخدمات الإجتماعية ورعلية الأسرة والطفولة . 
3- موقع ويكيبديا . 

4 تعليقات

إرسال تعليق

أخر الأخبار

اخر الأخبار